مريم شديد من مواليد 11 أكتوبر 1969، هي باحثة وفلكية مغربية في مرصد "كوت دازير" القومي الفرنسي، كما تعمل أستاذة بجامعة نيس الفرنسية. تعتبر مريم شديد أول عالمة أنثى في القطب الجنوبي [1]. كانت شديد ضمن فريق عمل علمي مهمته وضع منظار فضائي يهدف إلى قياس إشعاع النجوم في القطب المتجمد الجنوبي.
تحصلت مريم شديد على إجازة في الفيزياء من جامعة الدار البيضاء ثم بدأت في تحضير دكتوراه في جامعة نيس سنة 1994 و التحقت بالمركز الوطني للبحث العلمي كمهندسة فلكية
مريم شديد سيدة "استثنائية"، فهي ليست ككل النساء..إنها المرأة الأولى والوحيدة التي وضعت أقدامها على الأرض البيضاء للقطب الجنوبي المتجمد. هذه الباحثة والعالمة الفلكية التي لا يتجاوز عمرها ال 36سنة سجلت أول سابقة في تاريخ المرأة العالمية وهي تطأ أرض "قارة العالم السادس" كما يحب الكثيرون أن يسمونها، لتجعل العلم المغربي يرفرف، كأول علم عربي، فوق القارة المتجمدة.
رحلة مريم شديد إلى "قارة العالم السادس" واحدة من النجاحات التي حققتها هذه المرأة المغربية التي تقول عن نفسها إنها تعشق أن ترفع التحديات مهما صعبت، لتغير نظرة العالم عن المرأة العربية ولتثبت، بالعلم والممارسة وليس فقط بالقول والشعارات، ما باستطاعة المرأة العربية أن تفعله. وكتتويج لمسارها العلمي الناجح كباحثة مرموقة ضمن فلكيي العالم المتميزين تم مؤخرا اختيار مريم شديد عضوا بالمنظمة الدولية "أوربيان سوتيرن أوبسرفاتوري" ضمن العلماء الأوائل العاملين في أكبر مرصد فلكي في العالم.
والحقيقة أن هذا التتويج، كما تقول مريم شديد، جاء بعد سنوات من الانخراط في البعثات العلمية الشاقة والمعقدة المهام. فمن صحراء "أطاكاما" بالشيلي حيث قضت بها لوحدها أربع سنوات في ظروف جد قاسية، إلى القطب الجنوبي الذي وصلت إليه ضمن بعثة علمية في إطار برنامج "تنمية مستقبل القطب الجنوبي" الذي اقترحته على المرصد الفرنسي الذي تشتغل فيه. هذه الرحلة الأخيرة ستعتبرها مريم شديد من المحطات الكبيرة في حياتها كامرأة مغربية وعربية، فالمشاعر القومية كانت حاضرة بقوة في هذه الرحلة رغم أن مريم شديد خرجت إليها تمثل المرصد الوطني الفرنسي. "رغم أنني خرجت ضمن هذه البعثة العالمية أمثل فرنسا إلا أن انتمائي للمغرب وهمومي كامرأة عربية كانت حاضرة بقوة.. وبصراحة فهذا هو أول شعور انتابني وأنا أرفع العلم المغربي وأضعه ليرفرف ضمن أعلام وطنية أخرى وسط تشجيع زملائي الفلكيين، فحالما وضعت الراية المغربية أحسست بصدق في أعماق نفسي أنني أحقق انتصارا لكل المرأة العربية..".
ولكي تثبت أن المرأة العربية "متعددة الاختصاصات" وكرد منها لجميل التشجيع الذي خصه بها زملاؤها الفلكيون، أعدت لهم مريم شديد، في هذه الأرض المتجمدة التي تهبط فيها الحرارة إلى "56" درجة تحت الصفر، طبقا ساخنا من الكسكس المغربي الشهير.
نجاح برنامج مريم شديد (تنمية مستقبل القطب الجنوبي) سينقلها من نجاح إلى آخر ليتحقق بذلك حلم أكبر طالما راودها، كما تقول، وهي في بدايات طريقها العلمية. ففي سابقة هي الأولى من نوعها أيضا، تم تكليف مريم شديد الفلكية العربية بالإشراف على برنامج ضخم يتعلق بمهمة فضائية معقدة أطلق عليها اسم COROT. وغاية هذا البرنامج هو رحلة استكشافية للنجوم مثل الرحلة الاستكشافية التي قام بها كريستوف كولومبوس لأمريكا وكذا من أجل دراسة زلازل النجوم. وفي إطار هذا البرنامج أطلق يوم "27" ديسمبر الماضي قمر اصطناعي فرنسي أمريكي ستستغرق مهمته سنتين كاملتين. وتقول مريم شديد إنها هي بنفسها من صنعت المنظار الذي سيعلق على هذا القمر الاصطناعي الذي حمل اسم البرنامج COROT.
تحكي مريم شديد عن مسارها العلمي واختيارها لهذا التوجه المهني الغريب عن البيئة العربية فتؤكد أن البداية لم تكن أبدا سهلة، فأهلها كانوا يرفضون قطعا توجهها نحو علم الفلك الذي بحسبهم لا يسمن ولا يغني من جوع. وتقول إنه وحده شقيقها الأكبر من شجعها على المضي قدما في الطريق الذي اختارته لنفسها فأهداها وهي في سن "14" سنة كتابا حول التحول الكوني وقوانين كليبر. وبعد دراسة هذا الكتاب جاءت أولى الخطوات وبوادر النجاح في درب علم الفك حيث ستتمكن وهي في سن "16" سنة من صنع منظار خاص بها وبوسائلها الخاصة. وفي سنة "1990" ستحصل مريم شديد على دبلوم الدراسات العليا في مجال الرياضيات والفلك، ثم سافرت رغم معارضة عائلتها وضعف حالتهم المادية إلى فرنسا باعتماد قرض بنكي. وهناك في جامعة نيس تمكنت من الحصول على دبلوم الدراسات العليا المعمقة حول عالم الصورة في العلوم الكونية بجامعة "صوفيا إنتيبوليس" سنة "1993"، ثم الدكتوراه سنة "1996" بميزة مشرف جدا من جامعة "بول ساباتييه" بتولوز. وبعد حصولها على شهادة الدكتوراه التي أعدتها بالمرصد الفلكي "الهوت بروفانس"، منحتها فرنسا منصب مهندسة باحثة في مرصدها الوطني الذي يضم أضخم المنظارات في هذا البلد. وبعد ثلاث سنوات فقط سيتم اختيارها ضمن أحسن علماء الفلك من أجل القيام ببعض المهام الخاصة لحساب المرصد ذاته رغم أنه لم يكن متاحا لغير علماء الفلك من جنسيات أوروبية وأمريكية الالتحاق به.
النجاح الباهر الذي حققته مريم شديد لا تعتبره يخصها وحدها، فهو تتويج لكل النساء العربيات المسلمات التي استحضرت همومهن حينما رفعت العلم المغربي فوق الأرض المتجمدة.."أحب للمرأة العربية النجاح، ولها كل الإمكانيات لتحقق كل ما تصبو إليه.. لكن الذي أؤكده أن الوصول إلى تحقيق الحلم ثمنه الصبر والتضحيات وبذرته الأولى وضوح الهدف والطريق".
تحصلت مريم شديد على إجازة في الفيزياء من جامعة الدار البيضاء ثم بدأت في تحضير دكتوراه في جامعة نيس سنة 1994 و التحقت بالمركز الوطني للبحث العلمي كمهندسة فلكية
مريم شديد سيدة "استثنائية"، فهي ليست ككل النساء..إنها المرأة الأولى والوحيدة التي وضعت أقدامها على الأرض البيضاء للقطب الجنوبي المتجمد. هذه الباحثة والعالمة الفلكية التي لا يتجاوز عمرها ال 36سنة سجلت أول سابقة في تاريخ المرأة العالمية وهي تطأ أرض "قارة العالم السادس" كما يحب الكثيرون أن يسمونها، لتجعل العلم المغربي يرفرف، كأول علم عربي، فوق القارة المتجمدة.
رحلة مريم شديد إلى "قارة العالم السادس" واحدة من النجاحات التي حققتها هذه المرأة المغربية التي تقول عن نفسها إنها تعشق أن ترفع التحديات مهما صعبت، لتغير نظرة العالم عن المرأة العربية ولتثبت، بالعلم والممارسة وليس فقط بالقول والشعارات، ما باستطاعة المرأة العربية أن تفعله. وكتتويج لمسارها العلمي الناجح كباحثة مرموقة ضمن فلكيي العالم المتميزين تم مؤخرا اختيار مريم شديد عضوا بالمنظمة الدولية "أوربيان سوتيرن أوبسرفاتوري" ضمن العلماء الأوائل العاملين في أكبر مرصد فلكي في العالم.
والحقيقة أن هذا التتويج، كما تقول مريم شديد، جاء بعد سنوات من الانخراط في البعثات العلمية الشاقة والمعقدة المهام. فمن صحراء "أطاكاما" بالشيلي حيث قضت بها لوحدها أربع سنوات في ظروف جد قاسية، إلى القطب الجنوبي الذي وصلت إليه ضمن بعثة علمية في إطار برنامج "تنمية مستقبل القطب الجنوبي" الذي اقترحته على المرصد الفرنسي الذي تشتغل فيه. هذه الرحلة الأخيرة ستعتبرها مريم شديد من المحطات الكبيرة في حياتها كامرأة مغربية وعربية، فالمشاعر القومية كانت حاضرة بقوة في هذه الرحلة رغم أن مريم شديد خرجت إليها تمثل المرصد الوطني الفرنسي. "رغم أنني خرجت ضمن هذه البعثة العالمية أمثل فرنسا إلا أن انتمائي للمغرب وهمومي كامرأة عربية كانت حاضرة بقوة.. وبصراحة فهذا هو أول شعور انتابني وأنا أرفع العلم المغربي وأضعه ليرفرف ضمن أعلام وطنية أخرى وسط تشجيع زملائي الفلكيين، فحالما وضعت الراية المغربية أحسست بصدق في أعماق نفسي أنني أحقق انتصارا لكل المرأة العربية..".
ولكي تثبت أن المرأة العربية "متعددة الاختصاصات" وكرد منها لجميل التشجيع الذي خصه بها زملاؤها الفلكيون، أعدت لهم مريم شديد، في هذه الأرض المتجمدة التي تهبط فيها الحرارة إلى "56" درجة تحت الصفر، طبقا ساخنا من الكسكس المغربي الشهير.
نجاح برنامج مريم شديد (تنمية مستقبل القطب الجنوبي) سينقلها من نجاح إلى آخر ليتحقق بذلك حلم أكبر طالما راودها، كما تقول، وهي في بدايات طريقها العلمية. ففي سابقة هي الأولى من نوعها أيضا، تم تكليف مريم شديد الفلكية العربية بالإشراف على برنامج ضخم يتعلق بمهمة فضائية معقدة أطلق عليها اسم COROT. وغاية هذا البرنامج هو رحلة استكشافية للنجوم مثل الرحلة الاستكشافية التي قام بها كريستوف كولومبوس لأمريكا وكذا من أجل دراسة زلازل النجوم. وفي إطار هذا البرنامج أطلق يوم "27" ديسمبر الماضي قمر اصطناعي فرنسي أمريكي ستستغرق مهمته سنتين كاملتين. وتقول مريم شديد إنها هي بنفسها من صنعت المنظار الذي سيعلق على هذا القمر الاصطناعي الذي حمل اسم البرنامج COROT.
تحكي مريم شديد عن مسارها العلمي واختيارها لهذا التوجه المهني الغريب عن البيئة العربية فتؤكد أن البداية لم تكن أبدا سهلة، فأهلها كانوا يرفضون قطعا توجهها نحو علم الفلك الذي بحسبهم لا يسمن ولا يغني من جوع. وتقول إنه وحده شقيقها الأكبر من شجعها على المضي قدما في الطريق الذي اختارته لنفسها فأهداها وهي في سن "14" سنة كتابا حول التحول الكوني وقوانين كليبر. وبعد دراسة هذا الكتاب جاءت أولى الخطوات وبوادر النجاح في درب علم الفك حيث ستتمكن وهي في سن "16" سنة من صنع منظار خاص بها وبوسائلها الخاصة. وفي سنة "1990" ستحصل مريم شديد على دبلوم الدراسات العليا في مجال الرياضيات والفلك، ثم سافرت رغم معارضة عائلتها وضعف حالتهم المادية إلى فرنسا باعتماد قرض بنكي. وهناك في جامعة نيس تمكنت من الحصول على دبلوم الدراسات العليا المعمقة حول عالم الصورة في العلوم الكونية بجامعة "صوفيا إنتيبوليس" سنة "1993"، ثم الدكتوراه سنة "1996" بميزة مشرف جدا من جامعة "بول ساباتييه" بتولوز. وبعد حصولها على شهادة الدكتوراه التي أعدتها بالمرصد الفلكي "الهوت بروفانس"، منحتها فرنسا منصب مهندسة باحثة في مرصدها الوطني الذي يضم أضخم المنظارات في هذا البلد. وبعد ثلاث سنوات فقط سيتم اختيارها ضمن أحسن علماء الفلك من أجل القيام ببعض المهام الخاصة لحساب المرصد ذاته رغم أنه لم يكن متاحا لغير علماء الفلك من جنسيات أوروبية وأمريكية الالتحاق به.
النجاح الباهر الذي حققته مريم شديد لا تعتبره يخصها وحدها، فهو تتويج لكل النساء العربيات المسلمات التي استحضرت همومهن حينما رفعت العلم المغربي فوق الأرض المتجمدة.."أحب للمرأة العربية النجاح، ولها كل الإمكانيات لتحقق كل ما تصبو إليه.. لكن الذي أؤكده أن الوصول إلى تحقيق الحلم ثمنه الصبر والتضحيات وبذرته الأولى وضوح الهدف والطريق".