السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تكاثفت الارض من السدم البدئي أنصهر باطنها , وربما أنها انصهرت بكاملها . وفي حالة الاحتمال الأخير , فأن كل الجزئيات العضوية المنحدرة من السدم البدئي كان مصيرها التحلل الي مزيج من أول أكسيد الكربون والميتان والهيدروجين والنشادر والماء . وعندما تبردت الارض تكونت قشرتها السطحية , ولربما أن المادة العضوية حملت إليها من بقايا السديم البدئي بواسطة النيازك , وكأن النيازك طرود بريدية , وأثر ذلك على التطور الكيميائي التالي . إن لم يكن هذا قد حدث فعلا , فأن احتمال أن يكون قد حدث ليس معدوما بالمرة , إذ مازالت النيازك تحمل الجزيئات العضوية الي الارض حتى يومنا هذا , وينجز هذه المهمة نوع خاص من النيازك يساعد حجمه على عدم الاحتراق الكامل أثناء اختراق الغلاف الجوي , كما يتحرك نسبيا , بحيث لا ينفجر عند ارتطامه بالأرض .
لقد حدث في بعض الأحيان أن ظهرت دلائل غير صحيحة على وجود الجزئيات العضوية في مثل هذه النيازك . وكمثال على ذلك أذكر نيزك أورجويل الذي هوى في فرنسا عام 1864م . فعندما اختبر هذا النيزك بعد مئة عام اكتشفت فيه مواد عضوية معقدة وحتى تشكيلات خلوية , وهذه المواد لم تأت مع النيازك ,فخلال قرن من الزمان أمضاه النيزك على سطح الارض , امتد الية التلوث البيولوجي من محيطه الارضي , وكما ذكر كيميائي ناقد , فأن ما اكتشف هو حياة أرضية صرفة , وبسبب ذلك فأن دراسة هذا النيزك والنيازك القديمة الاخرى أصبحت عديمة الجدوى فعلا .
الا أن المشككين في هذا موضوع أذعنوا أخيرا , إذ هبط البرهان من السماء في الساعة الحادية عشرة من ظهيرة يوم 29 أيلول عام 1968 وحط بقرب نهر موريشسون في غرب استراليا . وكان هذا البرهان عبارة عن نيزك جمعت شظاياه بعد عدة أشهر من سقوطه , وهذه المدة قصيرة نسبيا ولا يمكن للتلوث البيولوجي الأرضي أن يحدث خلالها . لقد فحصت بقايا النيزك ولحسن الحظ في مختبر فائق التعقيم تابع لوكالة ناسا , كان قد خصص لاختبار مسابر أبولو القمرية وقد درس كيميائيو الكون العاملون في المركز أيمز للأبحاث في كاليفورنيا التابع لوكالة ناسا هذه البقايا ضمن أجواء المخبر المعقمة ووجدوا بنتيجة الدراسة حموضا أمينية متعددة كانت اختزنت في باطن النيزك ضمن ظروف كونية غير أرضية , وربما في مكان تصنيعها .
ومهما كان مصطلح الكيمياء الجزيئية مشوشا , فأن علينا أن نركز على نوعين من الجزيئات حتى نستطيع ان نتفهم كيف بدأ تطور الحياة . وهذان النوعان هما البروتينات والحموض النووية ويتحكم في النشاط الخلوي نوعان من الحموض النووية ال DNA (حمض الديوكسير ايبنيوكلييك) والRAI (حمض الريبونيوكلييك) .
ولقد تم اكتشاف ذلك عام 1953 من قبل العالم البيوكيميائي جيمس واتسون وزميله فرانسيس كريك . اللذان حصلا على جائزة نوبل للسلام تقديرا لجهودهما .
لقد وضع البيوكيميائيون أنفسهم في حاله يستطيعون عندها التفريق بين أشكال الحياة الأرضية وأشكال الحياة اللاأرضية وذلك ببحثهم عن الحموض الامينية اليمينية الغربية .
النيازك سبب نشوء الحياة على الأرض؟